السيرة - هدي النبي صلى الله عليه وسلم - الدرس ( 39 - 48 ) : هديه في طلب العلم.
الإنسان له نشاطات في اليوم, ينطلق إلى عمل, يكسب رزقاً, كي ينفق على أهله, ونفسه, وعياله, فكل شخص له مهنة, حرفة, وظيفة, تجارة, صيدلة, طوابق, هندسة, تعليم, هذه حرفة, وهي أحد أهم نشاطات الإنسان, لأنه من خلالها يكسب رزقه, ومن خلالها ينفق على أهله, وعلى نفسه, وعلى أولاده.
إذاً: ممارسة حرفة لكسب الرزق نشاط أساسي, الإنسان ينام, النوم أحد نشاطات الإنسان, إنه إن لم ينم يهلك, لا بد من أن يسترد نشاطه بالنوم, فالنوم أيضاً سلوك ثابت بالإنسان, عنده خمس ساعات نوم, عنده وقت يمضيه مع أهله, الإنسان عنده دافع اجتماعي, يقعد مع أهله, مع أولاده, مع أصدقائه, جزء من نشاطاته اللقاء اجتماعي, علاقة اجتماعية؛ سهرة, ندوة, نزهة, إلى آخره.
أحياناً يعالج نفسه عند طبيب, نشاط أساسي, فهذه النشاطات؛ نشاط معالجة, نشاط علم, نشاط كسب رزق, أخطر نشاط تمارسه يتعلق بسر وجودك, وغاية وجودك, نشاط العلم.
أي كيف ينام الإنسان حتى يستعيد نشاطه؟ كيف يأكل؟ هناك شخص لا يأكل؟ يوجد عندك ثلاث وجبات في اليوم, الناس جميعاً يأكلون, وينامون, ويعيشون حياة اجتماعية, والناس جميعاً يمارسون حرفة معينة, من أجل كسب قوتهم, أعلى نشاط وأخطر نشاط يتعلق بسر وجودك وبغاية وجودك وبسلامتك وبسعادتك هو نشاط العلم, طلب العلم, وأنت بطلب العلم تغدو إنساناً, وبأي نشاط آخر تبقى بمستوى غير إنساني, أي حيران؛ يأكل, ويشرب, وينام, ويتزوج, وينجب, ويكسب, أما الإنسان يطلب العلم فلأنه إنسان.
هذا الحديث من أخطر الأحاديث:
كل شخص منا يرتدي ثيابه, يجمل مظهره, يركب مركبة, وهي مركبته الخاصة أو العامة, وينتظر ساعة, أحياناً في الطريق إذا كان محله بعيداً, قادم من محل بعيد, عنده ساعة في الطريق, هذا السلوك ركوب هذه المركبة, سلوك هذا الطريق, هذا الطريق نفسه إلى الجنة.
الآن: (إلا حفتهم الملائكة): الإنسان بين وسوسة شيطان وبين إلهام ملك, فالمنقطع عن الله خاضع لوسوسة الشيطان, والشيطان يغريه بالدنيا, يغريه بالمعصية, يغريه بأكل حقوق الآخرين, يغريه بالانغماس في المعاصي والآثام, والملك يغريه بطاعة الله, يغريه بالعمل الصالح, يغريه بإنفاق المال.
فأول صفة من صفات طلاب العلم بالمساجد أن الملائكة تحفهم, كان الشيطان يوسوس لهم, صار الملك يلهمهم, أي أنت معك إلهامات ملائكية, أنت عندك إرشاد من الملائكة؛ يا عبد الله افعل, يا عبد الله أنفق, يا عبد الله اطلب العلم.
(إلا حفتهم الملائكة, ونزلت عليهم السكينة): السكينة, الراحة النفسية, النفس تسكن لها, ضمن النفس مشاعر, مشاعر القلق, مشاعر الخوف, مشاعر الغضب, مشاعر السخط, هذه المشاعر أكثرها مشق, وبعضها مسعد, مشاعر الأمن, مشاعر السكينة, مشاعر الرضا عن الله عز وجل.
فمن لوازم حضور مجالس العلم أن مشاعر الإنسان تسمو؛ كان في قلق, صار في سكينة, كان في اضطراب, صار في هدوء, كان في حيرة, صار في استقرار, كان في سخط, صار في رضا.
(ونزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة): السكينة؛ هدوء و استقرار, الرحمة شيء مسعد يُلقى في قلب الإنسان.
(وذكرهم الله فيمن عنده): الله عز وجل يرفع قدر هذا الإنسان, الإنسان بفطرته عنده ميل إلى الطعام, والشراب, و عنده ميل إلى الطرف الآخر, و عنده ميل إلى بقاء الذكر, العلو, هذا سموه تأكيد الذات, كل إنسان بعدما يأكل, وبعدما يقضي وطره من الطرف الآخر, وبعدما يشبع, وبعدما يتزوج عنده هدف ثالث, يكون ذا أهمية في المجتمع, يكون علماً, يكون لامعاً, يكون مشهوراً, يكون له قيمته, يكون له وزنه, هذه المشاعر يسمونها شعور تأكيد الذات, أو الشعور بالأهمية, هذه محققة بالمؤمن, لكن من طريق مشروع.
سمعتم عن أحد الدعاة, توفي قبل أسبوع قامت القيامة لوفاته.
شيخ الأزهر السابق توفي رحمه الله, كان رجلاً صالحاً, كان تحت يده مئات الملايين, كان يسكن في بيت مساحته مئة متر, في الطابق الرابع, معه التهاب مفاصل, طاولته فرماكية, كتبه بالكراتين, مشي في جنازته ستة ملايين, أي مكان بمصر إذا قدموا له أرضاً يُنشىء فيه معهداً شرعياً, كل هذه الأموال الطائلة و مات فقيراً, لا يوجد عنده شي, وكان بالإمكان أن يكون أغنى الأغنياء بألف طريق, فمشي بجنازته ستة ملايين, هذا العلم.
فالموت شيء رائع جداً, أمة بأكملها تتأثر لموت هذا الإنسان, فلذلك: العلم يرفع أقواماً:
قال: لأنني محسوب على الله.
فهذا العلم شيء لا يصدق, معي تفاصيل عن سيرة العلماء السابقين.
يقول الظاهر بيبرس: "والله ما استقر ملكي حتى مات العز بن عبد السلام".
أي له مكانة تفوق أي مكانة في المجتمع, بسبب زهده في الدنيا, واستغنائه عن دنيا الناس, وبسبب أعماله الصالحة, هذا طريق العلم.
عندنا أحد علماء الشام, عندما توفي- كان شيخ القراء- مشي بجنازته مليون إنسان، إذا أردت أن تعرف مهنته, كان يعمل في صنع الدولات, أما القرآن فرفع شأنه.
الآن: علماء كبار, قد يكون أصله قصاباً, لكن هو الآن يعد أول قارئ في الشام مثلاً؛ فهناك علماء, و قراء, و مفسرون, و محدثون, فهذا العلم يرفع الإنسان, فأنت تحقق بالعلم كل أهدافك, حتى الأهداف المعنوية, الإنسان يحب العلو في الأرض, هكذا فطرته, أنت متواضع لله, لكن الله يرفع شأنك, يرفع لك ذكرك.
إنسان قد يسكن في بيت فخم, و قد يركب أجمل مركبة, و قد يتمتع بكل مباهج الدنيا, عندما يموت يترك كل شيء, أما من ترك علماً ينفع الناس من بعده, هذا ذهب إلى الآخرة, ومعه زاد كبير, والعبرة أن تغادر الدنيا ومعك زاد كبير.
http://islaamdoon.blogspot.com/
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1998-06-21
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الربط بين الجنة و بين العلم :
أيها الأخوة الكرام: في حياة بعض الناس معالم, بمعنى أنه قد يلتقي إنسان بإنسان, فيكون هذا اللقاء سبباً لغنى عريض, التقى مع إنسان, اتفقوا على إقامة شركة, الشركة ربحت أرباحاً طائلة؛ فهذا الغنى العريض, وهذه البحبوحة الكبيرة, سببها هذا اللقاء مع هذا الإنسان.
أحياناً يسلك الإنسان في الدراسة فرعاً معيناً في الجامعة, قد لا ينتبه لخطورته, فإذا هو من أفضل الفروع, يدرُّ عليه أرباحاً طائلة, اختصاص نادر مثلاً, وأحياناً يختار نوعاً من البضاعة, قد لا ينتبه لقيمتها, فإذا هي سبب حياة و بحبوحة كبيرة جداً.
على كلٍّ هذه العلاقات, أو هذه الصدف؛ بين لقائك مع إنسان, أو بين اختيارك لفرع معين, والنهاية سعيدة, في مقياس الناس هذه قد تكون صدفة , إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أنك إذا سلكت طريقاً تلتمس فيه علماً, أي توجهت إلى مسجد, ليس لك هدف دنيوي إطلاقاً إلا أن تطلب العلم, إلا أن تتعلم كتاب الله, أو سنة رسول الله, أو أن تتعلم أحكام الفقه, أو سيرة رسول الله, ما دام هذا السلوك, سلوك هذا الطريق الذي ينتهي بك إلى مسجد تطلب فيه علماً، يقول عليه الصلاة والسلام: هذا الطريق نفسه طريق إلى الجنة.
فالنبي ربط بين الجنة التي خلق الإنسان من أجلها، خُلق الإنسان لجنة عرضها السموات والأرض,
أحياناً يسلك الإنسان في الدراسة فرعاً معيناً في الجامعة, قد لا ينتبه لخطورته, فإذا هو من أفضل الفروع, يدرُّ عليه أرباحاً طائلة, اختصاص نادر مثلاً, وأحياناً يختار نوعاً من البضاعة, قد لا ينتبه لقيمتها, فإذا هي سبب حياة و بحبوحة كبيرة جداً.
على كلٍّ هذه العلاقات, أو هذه الصدف؛ بين لقائك مع إنسان, أو بين اختيارك لفرع معين, والنهاية سعيدة, في مقياس الناس هذه قد تكون صدفة , إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أنك إذا سلكت طريقاً تلتمس فيه علماً, أي توجهت إلى مسجد, ليس لك هدف دنيوي إطلاقاً إلا أن تطلب العلم, إلا أن تتعلم كتاب الله, أو سنة رسول الله, أو أن تتعلم أحكام الفقه, أو سيرة رسول الله, ما دام هذا السلوك, سلوك هذا الطريق الذي ينتهي بك إلى مسجد تطلب فيه علماً، يقول عليه الصلاة والسلام: هذا الطريق نفسه طريق إلى الجنة.
فالنبي ربط بين الجنة التي خلق الإنسان من أجلها، خُلق الإنسان لجنة عرضها السموات والأرض,
﴿إلا من رحم ربك وكذلك خلقهم﴾
وبين العلم.
إذاً: لا يوجد طريق للجنة إلا ويبدأ بالعلم, وأي طريق آخر لا يبدأ بالعلم هو طريق مسدود, غير سالك إلى الجنة.
من أراد الدنيا و الآخرة فعليه بالعلم :
يقول عليه الصلاة والسلام:
((من سلك طريقاً))
كلمة من تعني اسم شرط جازم, من: لها فعل, ولها جواب أو جزاء, والترتيب الشرطي في حقيقته حدّ ثان, لا يقع الثاني إلا إذا وقع الأول, حدثان مترابطان لا يقع الثاني وهو سلوك طريق الجنة إلا إذا وقع الأول وهو سلوك طريق العلم, فلذلك: "إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم, وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم, وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم -كما قال الإمام الغزالي- لا يعطيك بعضه, إلا إذا أعطيته كلك".الإنسان له نشاطات في اليوم, ينطلق إلى عمل, يكسب رزقاً, كي ينفق على أهله, ونفسه, وعياله, فكل شخص له مهنة, حرفة, وظيفة, تجارة, صيدلة, طوابق, هندسة, تعليم, هذه حرفة, وهي أحد أهم نشاطات الإنسان, لأنه من خلالها يكسب رزقه, ومن خلالها ينفق على أهله, وعلى نفسه, وعلى أولاده.
إذاً: ممارسة حرفة لكسب الرزق نشاط أساسي, الإنسان ينام, النوم أحد نشاطات الإنسان, إنه إن لم ينم يهلك, لا بد من أن يسترد نشاطه بالنوم, فالنوم أيضاً سلوك ثابت بالإنسان, عنده خمس ساعات نوم, عنده وقت يمضيه مع أهله, الإنسان عنده دافع اجتماعي, يقعد مع أهله, مع أولاده, مع أصدقائه, جزء من نشاطاته اللقاء اجتماعي, علاقة اجتماعية؛ سهرة, ندوة, نزهة, إلى آخره.
أحياناً يعالج نفسه عند طبيب, نشاط أساسي, فهذه النشاطات؛ نشاط معالجة, نشاط علم, نشاط كسب رزق, أخطر نشاط تمارسه يتعلق بسر وجودك, وغاية وجودك, نشاط العلم.
أي كيف ينام الإنسان حتى يستعيد نشاطه؟ كيف يأكل؟ هناك شخص لا يأكل؟ يوجد عندك ثلاث وجبات في اليوم, الناس جميعاً يأكلون, وينامون, ويعيشون حياة اجتماعية, والناس جميعاً يمارسون حرفة معينة, من أجل كسب قوتهم, أعلى نشاط وأخطر نشاط يتعلق بسر وجودك وبغاية وجودك وبسلامتك وبسعادتك هو نشاط العلم, طلب العلم, وأنت بطلب العلم تغدو إنساناً, وبأي نشاط آخر تبقى بمستوى غير إنساني, أي حيران؛ يأكل, ويشرب, وينام, ويتزوج, وينجب, ويكسب, أما الإنسان يطلب العلم فلأنه إنسان.
هذا الحديث من أخطر الأحاديث:
((من سلك طريقاً))
على الإنسان أن يتزود بالعلم بشكل دوري :
يجب أن يكون لك منهل علمي, يجب أن يكون لك مرجع علمي, يجب أن تتزود بالعلم بشكل دوري.
((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً))
علماً جاءت نكرة, قد يكون علماً في القرآن, أو علماً في الحديث, أو علماً في السيرة, أو علماً في العقيدة.
((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً))
هذا الطريق إلى المسجد, أو هذا الطريق إلى المعهد, أو هذا الطريق لمدارسة القرآن, أو هذا الطريق لحفظ كتاب الله, هذا الطريق الذي تسلكه.كل شخص منا يرتدي ثيابه, يجمل مظهره, يركب مركبة, وهي مركبته الخاصة أو العامة, وينتظر ساعة, أحياناً في الطريق إذا كان محله بعيداً, قادم من محل بعيد, عنده ساعة في الطريق, هذا السلوك ركوب هذه المركبة, سلوك هذا الطريق, هذا الطريق نفسه إلى الجنة.
النتائج البرَّاقة لمن يجلس في بيت من بيوت الله يقرأ القرآن و يتدارسه :
(( من سلك طريقا يلتمس فيه العلم سهل الله له إلى الجنة طريقاً، و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتعاطون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و حفتهم الملائكة, و غشيتهم الرحمة، و ذكرهم الله فيمن عنده))
أربع نتائج برَّاقة لمن يجلس في بيت من بيوت الله, يقرأ القرآن, أو يتدارس تفسيره, فأي لقاء في أي بيت من بيوت الله بقصد فهم كتاب الله؛ تلاوته, قراءته, فهمه, معرفة أحكامه, فهذا نشاط يعد من أرقى النشاطات.الآن: (إلا حفتهم الملائكة): الإنسان بين وسوسة شيطان وبين إلهام ملك, فالمنقطع عن الله خاضع لوسوسة الشيطان, والشيطان يغريه بالدنيا, يغريه بالمعصية, يغريه بأكل حقوق الآخرين, يغريه بالانغماس في المعاصي والآثام, والملك يغريه بطاعة الله, يغريه بالعمل الصالح, يغريه بإنفاق المال.
فأول صفة من صفات طلاب العلم بالمساجد أن الملائكة تحفهم, كان الشيطان يوسوس لهم, صار الملك يلهمهم, أي أنت معك إلهامات ملائكية, أنت عندك إرشاد من الملائكة؛ يا عبد الله افعل, يا عبد الله أنفق, يا عبد الله اطلب العلم.
(إلا حفتهم الملائكة, ونزلت عليهم السكينة): السكينة, الراحة النفسية, النفس تسكن لها, ضمن النفس مشاعر, مشاعر القلق, مشاعر الخوف, مشاعر الغضب, مشاعر السخط, هذه المشاعر أكثرها مشق, وبعضها مسعد, مشاعر الأمن, مشاعر السكينة, مشاعر الرضا عن الله عز وجل.
فمن لوازم حضور مجالس العلم أن مشاعر الإنسان تسمو؛ كان في قلق, صار في سكينة, كان في اضطراب, صار في هدوء, كان في حيرة, صار في استقرار, كان في سخط, صار في رضا.
(ونزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة): السكينة؛ هدوء و استقرار, الرحمة شيء مسعد يُلقى في قلب الإنسان.
(وذكرهم الله فيمن عنده): الله عز وجل يرفع قدر هذا الإنسان, الإنسان بفطرته عنده ميل إلى الطعام, والشراب, و عنده ميل إلى الطرف الآخر, و عنده ميل إلى بقاء الذكر, العلو, هذا سموه تأكيد الذات, كل إنسان بعدما يأكل, وبعدما يقضي وطره من الطرف الآخر, وبعدما يشبع, وبعدما يتزوج عنده هدف ثالث, يكون ذا أهمية في المجتمع, يكون علماً, يكون لامعاً, يكون مشهوراً, يكون له قيمته, يكون له وزنه, هذه المشاعر يسمونها شعور تأكيد الذات, أو الشعور بالأهمية, هذه محققة بالمؤمن, لكن من طريق مشروع.
من سلك طريق العلم رفع الله له قدره :
(ذكرهم الله فيمن عنده): الإنسان عندما يسلك طريق العلم يرفع الله له قدره, والدليل:
﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾
فالمؤمن له مكانة ناتجة من غير نسبه, وغير حرفته, وغير دخله المالي, له مكانة دينية.سمعتم عن أحد الدعاة, توفي قبل أسبوع قامت القيامة لوفاته.
شيخ الأزهر السابق توفي رحمه الله, كان رجلاً صالحاً, كان تحت يده مئات الملايين, كان يسكن في بيت مساحته مئة متر, في الطابق الرابع, معه التهاب مفاصل, طاولته فرماكية, كتبه بالكراتين, مشي في جنازته ستة ملايين, أي مكان بمصر إذا قدموا له أرضاً يُنشىء فيه معهداً شرعياً, كل هذه الأموال الطائلة و مات فقيراً, لا يوجد عنده شي, وكان بالإمكان أن يكون أغنى الأغنياء بألف طريق, فمشي بجنازته ستة ملايين, هذا العلم.
((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً))
يرفع بهذا العلم أقواماً، هذا الرجل الذي توفي قبل أسبوع تقريباً جاء إلى الخليج, استقبله أمير البلاد, استقبله على غير النظام البروتوكولي, مرة مرض, وضع تحت تصرفه أربع طائرات ملكية ليُعالج من خلالها, فما الذي رفعه؟ كتاب الله, تفسير هذا القرآن رفعه, أمضى حياته مديدة في تعليم العلم, في شرح القرآن, في تفسيره.فالموت شيء رائع جداً, أمة بأكملها تتأثر لموت هذا الإنسان, فلذلك: العلم يرفع أقواماً:
﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾
العبرة أن يغادر الإنسان الدنيا ومعه زاد كبير :
((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين))
مرة الذي توفي, ذهب لإجراء عملية بلندن, انصبت عليه مكالمات هاتفية, وانصبت رسائل بعدد فلكي, فسألوه بإذاعة لندن: ما سر هذه المكانة التي حباك الله إياها؟ قال: لأنني محسوب على الله, كلام رائع, أي أنا لست محسوباً على جهة أرضية, أنا محسوب, وقد لا أكون أهلاً, لكن لأنني محسوب على الله, الآن: فلان محسوب على فلان, فلان على الفئة الفلانية, كل الناس يعتزون بانتماء أرضي.قال: لأنني محسوب على الله.
فهذا العلم شيء لا يصدق, معي تفاصيل عن سيرة العلماء السابقين.
يقول الظاهر بيبرس: "والله ما استقر ملكي حتى مات العز بن عبد السلام".
أي له مكانة تفوق أي مكانة في المجتمع, بسبب زهده في الدنيا, واستغنائه عن دنيا الناس, وبسبب أعماله الصالحة, هذا طريق العلم.
عندنا أحد علماء الشام, عندما توفي- كان شيخ القراء- مشي بجنازته مليون إنسان، إذا أردت أن تعرف مهنته, كان يعمل في صنع الدولات, أما القرآن فرفع شأنه.
الآن: علماء كبار, قد يكون أصله قصاباً, لكن هو الآن يعد أول قارئ في الشام مثلاً؛ فهناك علماء, و قراء, و مفسرون, و محدثون, فهذا العلم يرفع الإنسان, فأنت تحقق بالعلم كل أهدافك, حتى الأهداف المعنوية, الإنسان يحب العلو في الأرض, هكذا فطرته, أنت متواضع لله, لكن الله يرفع شأنك, يرفع لك ذكرك.
إنسان قد يسكن في بيت فخم, و قد يركب أجمل مركبة, و قد يتمتع بكل مباهج الدنيا, عندما يموت يترك كل شيء, أما من ترك علماً ينفع الناس من بعده, هذا ذهب إلى الآخرة, ومعه زاد كبير, والعبرة أن تغادر الدنيا ومعك زاد كبير.
العاقل من يبحث عن الأعمال التي تذهب معه إلى الآخرة :
دائماً ابحث عن ما الذي يدخل معك في قبرك؟ هنا بيت فخم بقي بالدنيا غادرته, زوجة رائعة غادرتها, مكانة اجتماعية غادرتها, أما الدعوة إلى الله فتذهب معك إلى الآخرة, تعلم العلم ذهب معك إلى الآخرة, أعمال صالحة ذهبت معك إلى الآخرة, هنا بطولة الإنسان, يعمل عملاً يذهب معه إلى الآخرة, أما كل مكتسبات الإنسان فتبقى في الدنيا, يغادرها وحده.
والله مرة دخلنا إلى تعزية في أحد أحياء دمشق الراقية, يقدر بيت المتوفى بمئة وخمسين مليون ليرة، صاحبه بمقبرة الباب الصغير, بعدما دفن, ما هذا الصالون؟ ما هذه الزخرفة؟ ما هذا الجبصين؟ ما هذه الثريات؟ ما هذا السجاد؟ بيت مساحته أربعمئة متر, مطل على حديقة, أثاثه قريب من نصف ثمن البيت, وصاحبه بالقبر.
هذه الدنيا, هناك خطأ كبير استراتيجي, عندما تضع كل مكتسباتك بالدنيا, هذا مثل مشهور: "لا تضع كل البيض في سلة واحدة".
فأهل الدنيا وضعوا كل البيض في سلة واحدة, فجأة غادروا الدنيا, غادروها صفر اليدين.
أنا أحب أن ألقي ضوءاً: الذي طلب العلم, وعلّم العلم, ومات, إنسان يشتهي الموت, أحياناً يشتهي الموت بهذا الشكل, ترك أثراً كبيراً, ترك شعوراً بالوفاء شديداً, هذه الدنيا, وهناك أناس يموتون, فيرتاح الناس منهم, هذا مستريح ومستراح منه.
الآن أحياناً تجد شخصاً يقرأ القرآن, مات, له تسجيلات بعد سنة, سنتين, ثلاثة, خمس سنوات, عشر سنوات, وهناك مغن يموت, المغني مات, والقارئ مات, لكن القارئ ينتفع الناس بقراءته إلى يوم القيامة, ويرقى بها, والذي غنى يزداد ندماً بعد موته إلى يوم القيامة, والحياة واضحة جداً.
هذا الحديث من أصول الأحاديث أيها الأخوة:
والله مرة دخلنا إلى تعزية في أحد أحياء دمشق الراقية, يقدر بيت المتوفى بمئة وخمسين مليون ليرة، صاحبه بمقبرة الباب الصغير, بعدما دفن, ما هذا الصالون؟ ما هذه الزخرفة؟ ما هذا الجبصين؟ ما هذه الثريات؟ ما هذا السجاد؟ بيت مساحته أربعمئة متر, مطل على حديقة, أثاثه قريب من نصف ثمن البيت, وصاحبه بالقبر.
هذه الدنيا, هناك خطأ كبير استراتيجي, عندما تضع كل مكتسباتك بالدنيا, هذا مثل مشهور: "لا تضع كل البيض في سلة واحدة".
فأهل الدنيا وضعوا كل البيض في سلة واحدة, فجأة غادروا الدنيا, غادروها صفر اليدين.
أنا أحب أن ألقي ضوءاً: الذي طلب العلم, وعلّم العلم, ومات, إنسان يشتهي الموت, أحياناً يشتهي الموت بهذا الشكل, ترك أثراً كبيراً, ترك شعوراً بالوفاء شديداً, هذه الدنيا, وهناك أناس يموتون, فيرتاح الناس منهم, هذا مستريح ومستراح منه.
الآن أحياناً تجد شخصاً يقرأ القرآن, مات, له تسجيلات بعد سنة, سنتين, ثلاثة, خمس سنوات, عشر سنوات, وهناك مغن يموت, المغني مات, والقارئ مات, لكن القارئ ينتفع الناس بقراءته إلى يوم القيامة, ويرقى بها, والذي غنى يزداد ندماً بعد موته إلى يوم القيامة, والحياة واضحة جداً.
هذا الحديث من أصول الأحاديث أيها الأخوة:
(( من سلك طريقا يلتمس فيه العلم سهل الله له إلى الجنة طريقاً، و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتعاطون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة –اطمئناناً- و حفتهم الملائكة – إلهاماً-, و غشيتهم الرحمة–عطاء-, و ذكرهم الله فيمن عنده – رفع الله ذكرهم وشأنهم–, و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))
http://islaamdoon.blogspot.com/
No comments:
Post a Comment